ولد في بلدة الهرمل (البقاع – لبنان) ، في ربيع 1927 .
في خريف 1938 انتسب إلى الكلية اليسوعية في حمص ، فلم يلبث ان هرب منها
وانتقل ليلا بالقطار إلى رأس بعلبك ، ثم
مشى إلى الهرمل حاملاً حقائبه ولكن والده ضربه و أعاده إلى الكلية فتابع دراسته
فيها بعد ا ن انسجم مع جوها الدراسي .
اولع بالأدب والصحافة عندما كان تلميذاً صغيراً فنظم الشعر باللغتين العربية
والفرنسية في الثانية عشرة من عمره ،
واصدر ثلاث مجلات وهو طالب ثانوي ، واحترف الصحافة قبل ان ينهي دراسته الجامعية .
عام 1947 ، في العشرين من عمره ، انشأ مجلة سياسية أطلق عليها اسم
"أخبار العالم" واخذ يكتب سلسلة
مقالات ضد الإقطاعية والإجرام وبيع
الوظائف والسمسرة والإثراء غير المشروع فتعرض لمحاولة اغتيال ، ثم نشر مقالاً
عنيفاً بعنوان "خصمي وحاكمي" كان كافياً لان يصدر قرار من مجلس الوزارء بتعطيل الصحيفة إلى
اجل غير مسمى .
ألف سبعة كتب في الأدب والسياسة وهي : شفتان بخيلتان 1950 (مجموعة قصصية) في
طريق الكفاح ، فلسطين اليوم لا غدا 1964 ، محاضر محادثات الوحدة ، قصة الوحدة
والانفصال1963 ، أخطاء الحرية وخطايا الاستبداد ، والإعلام والمعركة .
له العديد من المحاضرات حول الحريات والقضايا الصحافية.
في حرب فلسطين التحق بالجيوش العربية كمراسل حربي ، بلباس ضابط ، وغاص في
جبهة القدس وباب الواد ، حتى أعلنت الهدنة . وقد راسل جميع الصحف اللبنانية
الكبيرة من خط النار .
في 7 شباط 1949 ، اصدر أول وكالة أنباء محلية في لبنان والشرق الأوسط ، باسم
"مكتب أنباء لبنان " ثم باسم " وكالة أنباء الشرق".
في 30 تشرين الأول 1950 اصدر مجلة "الأحد"
وفي عام 1958 ، اصدر جريدة "الكفاح " اليومية .
مثل لبنان والبلاد العربية في المؤتمر الصحافي العالمي في لندن عام1958
وفي أول حزيران 1961 ، اصدر مجلة " الأفكار " العالمية ، باللغة
الفرنسية ، في جنيف وهي المجلة العربية الوحيدة التي صدرت آنذاك في أوروبا ، لتدعو
للفكر اللبناني والعربي وتوزع في مختلف القارات .
رئيس جمعية الإصلاح الاجتماعي في بعلبك – الهرمل
نشأ منذ طفولته ، ثائراً على العبودية والاقطاعية ، وكان يشعر ان هنالك
امتهاناً لكرامة الإنسان ، ولذا رفع صوته ، في الدعوة الى المساواة ، في سن اليفاع
. وقد اضطهد واعتدى عليه مرات ، وكانت حياته نفسها مهددة بالخطر ، بسبب مقالاته
السياسية العنيفة التي ينادي فيها بهدم الزعامات التقليدية والقضاء على استعباد
الشعب واستغلاله .
في سنة 1952 ، جرت محاولة فاشلة لاغتياله ، فدخل المستشفى لتضميد جراحه وقد
تبنت نقابة الصحافة المقال الذي سبب الاعتداء فنشرته في سائر الصحف لتردع الزعماء
الذين يلجأون إلى هذا الأسلوب في الرد على الصحفيين .
وفي سنة 1955 ، دخل السجن من اجل مقالات اعتبرت ماسة بالسلطات . وفي السنة
نفسها اعتدى مجهولون على مكاتبه فنهبوا أوراقها وبعثروا موجداتها .
وفي سنة 1958 عطلت " الكفاح"
لمدة أربعة اشهر واعتدى على مطابعها فتوقفت عن العمل وتضررت .
اثر رياض طه في منطقته وبات رائد
التحرر الاجتماعي ، فرشحه شباب الهرمل للنيابة عام1952 ، غير انهم اضطروا إلى سحب
ترشيحه تحت ضغط الظروف العشائرية والمادية.
وفي انتخابات 1957 ، رشح نفسه عن منطقة بعلبك – الهرمل وخاض المعركة منفرداً
ضد قائمتين كبيرتين إحداهما موالية والثانية معارضة ، ولكن الظروف السياسة أرغمت
أصدقائه ، على سحب ترشيحه لتأمين فوز القائمة المعارضة وقد نجحت هذه القائمة ،
فأصدرت بياناً تشهد فيه بفضله وتعلن انه رفض استعادة نفقاته الانتخابية .
وفي انتخابات 1960 كان لرياض طه دور مهم في تأليف "لائحة التحرر"
التي فاز أربعة من أعضائها بالنيابة ، وفشل ثلاثة فقط ، بينهم رياض نفسه . وقد شن
حملة عنيفة أعلن فيها ان النتائج لم تكن صحيحة ، وان فشله مع رفيقيه لم يكن
طبيعياً .
انتخب نقيباً للصحافة للمرة الأولى سنة 1967 وبقي حتى يوم اغتياله في 23
تموز 1980 .
في أول حفلة تكريم ، أقيمت لرياض طه ، في الهرمل عام 1951 ، ألقى خطابا قال
فيه : "تقولون إنني
أول كاتب في تاريخ الهرمل ، هذا لايهم ، المهم أن يصبح شباب الهرمل قراء".
في رأي رياض طه ان اعظم المزايا الخلقية هي : الوفاء ، الكرم ، الشهامة ،
وان أعذب اللذات ، في عرفه ، هي لذة إسعاد الآخرين .
يحمل وسام الكوكب الأردني
متزوج وله ستة أولاد ابنتان و أربعة صبيان : جهاد ، مي ، جمال ، كفاح ، صباح
عبير .
استشتهد في 23
تموز 1980 .